Tuesday, January 6, 2015

الجاهلية في عقر دارنا

ترويقة:

الجاهلية في عقر دارنا !!


من يصدق ؟ 
دعوى الجاهلية بين أظهرنا !!
بعد كل هذه القرون المتطاولة لا تزال الجاهلية راسخة في نفوس الكثيرين!! 

العصبية القبلية والعِرقية والاقليمية والفئوية لا تزال تطل علينا بوجهها القبيح وأنفاسها النتنة.. بل تجد للأسف من يروج لها ويغذيها وينفخ فيها حتى تصبح حربا ضروسا ومعركة طاحنة لا تبقي ولا تذر!!

برامج ونشاطات ومهرجانات ليس لها هدف ولا رسالة.. تؤجج العصبيات وتغرس الجاهليات.. مزايين للإبل ومسابقات شعرية ومهرجانات تكريم لشعراء فضلاء ولكن بروح قبلية طاغية.. يفعلها أصحابها بنية حسنة ولكنها تتحول إلى إذكاء لروحٍ العصبية النتنة والفخر الجاهلي المذموم!!
لا يقل أحد لقد تغير العصر وأصبحنا أكثر وعيا وإدراكا ومسئولية.. ولن نعود إلى سابق عهدنا ولا إلى عصور الجهل وضيق الأفق.. 

إذا من يفسر لنا ما حدث في عصر صدر الإسلام وعصر تنزل الوحي وفي وجود خير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم؟
حينما صرخ الصارخ يا للأنصار ورد عليه الآخر ياللمهاجرين.. ماذا كان يعني هذا؟ ويوم نادى المنادي ياللأوس فجاوبه الثاني ياللخزرج وتواعد الفريقان لحمل السلاح وإعادة الحرب بينهما جذعة!! ماذا كان يعني هذا؟ أليسوا أكرم هذه الأمة؟

لماذا لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حدث غضب غضبا شديدا وخرج إليهم مسرعا حتى إذا جاءهم قال.. يا معشر المسلمين، أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم؟ أبعد أن أكرمكم الله بالإسلام وقطع به عنكم أمر الجاهلية وألف بينكم.. ترجعون إلى ما كنتم عليه كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض؟ فعلم القوم أنها نزعة شيطان فبكوا وتعانقوا وتسامحوا..

مشهد رهيب.. والله ما خرج النبي الكريم عليه صلاة الله وسلامه إلا لأمر جلل وحدث عظيم.. إنها العصبية الجاهلية!!
إنه الانتماء للقبيلة أو للعائلة أو للعرق أو للإقليم على حساب الدين.. على حساب الحق والعدل على حساب الأخلاق والمبادئ والقيم العليا..

لسنا بحاجة إلى هذه النعرات ولا إلى هذه العصبيات.. لسنا بحاجة لأن نفرق مجتمعنا ونشتت وحدتنا ونفسد ذات بيننا ونتعالى على بعضنا بحجة واهية ومنطق جاهلي..
لا فضل لقبيلة على أخرى ولا لعائلة على أختها ولا لإقليم على إقليم ولا لجنسية على جنسية.. نحن أبناء وطن واحد وأمة واحدة ودين واحد وأب واحد..[كلكم لآدم وآدم من تراب]
المعيار الوحيد في التفاضل [ إن أكرمكم عند الله أتقاكم ]

هل تستطيع أن تفهم هذا المعنى جيدا وأن يكون معيارك الوحيد هو التقوى ؟


No comments:

Post a Comment